وبعيداً عن ردود الفعل، وبعيداً عن الالتواءات النفسيّة المعقدة، وخلو الإنسان من الإضطراب أوالمرض النفسي . أي أنها حالة اتزان وانسجام وراحة نفسية وعقلية، والراحة النفسية كمفهوم عام والإحساس بالإستقرار النفسي من وجهة نظر عامة الناس أمر نسبي يختلف من شخص لآخر، ومن مجتمع لآخر ، بل أنه يختلف لدى الشخص نفسه مع اختلاف ظروفه ومراحل حياته من الطفولة وحتى الشيخوخة .فالراحة النفسية مطلب مهم وضروري لتحقيقِ الاستقرار النفسي، والابتعاد عن الاضطرابات النفسية، ويؤدي ذلك إلى تحقيق التوازن المنشود,ويلعب الوعي الذاتي دوراً كبيراً في مواجهة المؤثرات السلبية التي يتعرض لها الفرد في حياته، خصوصاً وأن نمط حياتنا المعاصرة أصبح مليئاً بالمؤثرات التي تؤثر سلبياً على الاستقرار النفسي والاجتماعي والفكري للفرد.وهو من أهم دعائم الشخصية المستقرة فمن خلاله يستطيع الإنسان أن يتخذ قراراته الجيدة بنفسه, والتي توفر له بعد ذلك كثيراً من الرضا.ويرتبط الوعي الذاتي بالاستقرار؛ فكلما كان مستوى الوعي جيداً كان الإنسان أكثر تحكيماً وإدراكاً لواقعه وأكثر التزاماً بواجباته ومسؤولياته؛ فهو متغير وليس ثابتاً, فهو ينمو بخبرات الإنسان ويتغير بتغير توجيهاته، ويتأثر إيجابياً بالتعزيز وبالمحيط الجيد, وسلبياً بوجود المؤثرات السلبية التي قد تكون عامل ضغط على الإنسان.وأهم ما يتطلبه الوعي الذاتي هو تقييم الإنسان لمبادئه التي يؤمن بها ومعتقداته التي يعتقدها وأفكاره التي يحملها، واتجاهاته الفكرية والاجتماعية والنفسية التي تسيره في الحياة.فهو كالمخزون لدى الفرد، وعندما يرغب في تحكيم فكر معين أو تقييم سلوك فإنه يقوم أولاً بإدراك وتمييز هذا الفكر او السلوك بكل أبعاده وبكل إيجابياته وسلبياته،
خطوات تساعدك للاستقرار النفسي:-
القبول: تقبل وجود انتكاسات وانعطافات في حياتك- التفرقة بين القلق والحدس:القلق يبدأ ب "لو مثلاً "لو رسبت بالامتحان.. لو صار حادث.." اما الحدس لحظة معرفة قويه.- تحكم بمشاعرك؛ ف قلقك بيالغ, ومخاوفك تكذب.- عبارة "افكارك انعكاسك" خاطئة من وجهة نظري, فهي انعكاس مخاوفك الدفينه, ف راقبها ولا تسمح لها تمتص كل جميل فيك.- التفريغ: اذا لم تفرغ المك فهي تتكدس وتتراكم بداخلك وتخرج بشكل اقوى.- تعامل مع الاشياء كما تبدو وليس كما تخشى.- اعتن بروحك, اوصلها بالاشياء التي تسعدك "علاقة بربك, اهلك, كتبك..."- اعتن بجسدك من خلال الرياضة والاكل الصحي.- تأمل نقطة "الحياة الطبية" فهي بسيطة بظاهرها عميقة بداخلها, اشرب كوب قهوة واستمتع به, امشي تحت المطر...- اسأل نفسك اثناء تعاملك مع الافكار السلبية, هل هذة الفكرة حقيقية
الاستقرار العاطفى:
ما هو الاستقرار العاطفي؟ يُعرف الاستقرار العاطفي بأنه قدرة الإنسان على البقاء في حالة توازن، ورغم الأحداث التي تعصف بحياته يبقى مُستقرًا وقادرًا على الاستمرار في الإنتاج والتأقلم مع مختلف الظروف، يؤكد علماء النفس أن العواطف تؤثر بشكلٍ كبيرٍ في جميع قرارات البشر، وتحديدًا تلك التي تأتي على شكل دفعاتٍ قويةٍ مفاجئةٍ سواءً كانت إيجابيةً أم سلبيةً فقد يتبعها تصرفاتٌ غير مسؤولةٍ وهنا تكمن أهمية الاستقرار العاطفي.من الجدير بالذكر أن الاستقرار لا يعني بالضرورة كبت المشاعر بكافة أنواعها، بل هو أقرب إلى الإقرار بوجودها وأهمية تفريغها بالطرق المناسبة، على سبيل المثال: يدعي الكثير من مرتكبي الجرائم أنهم ارتكبوا الجرائم في لحظاتٍ شعروا فيها أنهم لم يستطيعوا السيطرة على أنفسهم، ونظرًا لأهمية ذلك في القضاء، وسواءً اتفقنا مع عدالة هذا الأمر أم لا، عادةً ما تُسن قوانين خاصة بالجرائم التي حدثت نتيجة رد فعلٍ عاطفي مثل جرائم الشرف.أهمية الاستقرار العاطفيتكمن أهمية الاستقرار العاطفي في العديد من الميزات التي يتصف بها الأشخاص المتوازنون والمستقرون عاطفيًا مثل:
التركيز العالي أحد أهم الصفات التي يتصف بها الأشخاص المتوازنون عاطفيًا هي قدرتهم الكبيرة على التركيز، فعادةً ما تؤثر المصائب والأحداث المفاجئة على قدرتنا على الاستمرار بفعاليةٍ في تحقيق أهدافنا، فتنال منا مشاعر القلق والخوف بسهولةٍ ونصبح مشتتين إلى درجةٍ كبيرةٍ، وهنا تكمن أهمية القدرة على ضبط النفس واحتضان المشاعر والسماح لها بالمرور بسلام، حيث يمنحنا الاستقرار العاطفي تحكمًا أفضل وقدرةً على رؤية الأمور من زوايا متعددةٍ وتقدير المواقف بناءً على حقيقتها وليس كرد فعلٍ على تأثير العواطف اللحظية.
الثقة بالنفس إن النقد اللاذع والتنمر أمورٌ لا شك أن أغلب الناس قد مروا بها في إحدى مراحل حياتهم، لكن وكما يقول المثل “إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك”. يمنحنا الاستقرار العاطفي مرونةً إضافيةً وسلامًا نفسيًا، كما أنه يُخفف من جَلد الذات غير المبرر الذي عادةً ما يكون مصدره الأساسي هو الخارج والآخرين ونظرتهم المسبقة عنا، فالشخص المستقر عاطفيًا يمتلك تلك المرونة النفسية التي تسمح له بتقدير نفسه وتقدير غيره مما يُكسبه قدرةً إضافيةً على الإنتاج والاستمرار في أحلك الأوقات.
امتلاك النظرة الإيجابيةتضعنا الحياة في كثيرٍ من الأحيان بمواقف يتخللها الشك وتجبرنا على التصرف أو اتخاذ القرارات، وعادةً ما يترافق ذلك مع انطلاق مشاعر القلق والخوف من الآتي، حيث تبدأ الأفكار السلبية بالتغلغل وتحاول السيطرة على قراراتنا، لذا يمنحنا الاستقرار العاطفي فهمًا أعمق لتلك المشاعر باعتبارها ردة فعلٍ طبيعية، وعند حصولها يحاول الجسم حماية نفسه في المواقف المريبة وغير المفهومةٍ ويحاول إنذارنا لمصادر الخطر، لذا يستطيع الأشخاص المستقرون عاطفيًا التحلي بالإيجابية والنظر بمنطقيةٍ إلى الأمور والتحكم بخوفهم واتخاذ القرارات بناءً على ما هي عليه.
الحفاظ على الصحة الجسدية تُثبت الدراسات يومًا بعد يومٍ الارتباط الوثيق ما بين الصحة النفسية والصحة الجسدية والعلاقة المتبادلة بينهما، ويوصي الخبراء دومًا بالحفاظ على كليهما، فعلى سبيل المثال: تكون أعراض الإصابة بفايروس كورونا عادةً على شكل ضيق تنفسٍ وتعبٍ وآلامٍ في العضلات والمفاصل وبذات الوقت هي أعراض القلق، انطلاقًا من ذلك فإن الاستقرار العاطفي أمرٌ بالغ الأهمية في الحفاظ على صحتنا النفسية التي بدورها تنعكس إيجابًا على صحتنا الجسدية.
كيف أُصبح مستقرًّا عاطفيًا؟
في البداية يجب عليك أن تعلم عزيزي بأن عدم الاستقرار العاطفي هو حالةٌ تَنتج عن محاولاتٍ دائمةٍ للسيطرة المفرطة على المشاعر والأحداث والمواقف وكبت المشاعر، وهو ما يُنتج حالةً من القلق والترقب الدائم، لذا عليك ربط أحزمتك والبدء برحلة إطلاق العنان للمشاعر والسماح لها بالخروج حتى نهايتها؛ لتنظيف نفسك من تلك المكبوتات العالقة داخلك بشكلٍ منتظمٍ. في النهاية جميعنا نقع في لحظات ضعفٍ عندما تتسلل إلى داخلنا عواطف طارئةٍ ثم تبدأ بالتراكم وتخلق حالةً من عدم التوازن، هكذا حتى تصل إلى لحظةٍ تُصبح الأمور خارج السيطرة وتنتج السلوكيات غير المحببة التي تعود علينا بالضرر، لذا خذ وقتك الكامل ودع المشاعر تأخذ مجالها لتخرج بشكلٍ طبيعي، لا تحاول كبتها ولا تدعها تتكدس لتصبح في النهاية أشبه بقنبلةٍ مهددةٍ بالانفجار وهدم كل شيء.
الاستقرار الاسرى:
الاستقرار الأسري هو مفتاح التوازن العقلي لدى جميع أفراد الأسرة من الأب والأم والأبناء، حيث أنه إذا تحقق استقرار الأسرة من كافة الجوانب تحيا الأسرة حياة مستقرة ومتوازنة، وفي المقام الأول جو الاستقرار هام للغاية لدى الأبناء، فإنه يوفر بيئة نمو صحية وآمنة للغاية للأطفال من كافة الجوانب، حيث الجانب الجسماني والجانب النفسي والجانب العقلي.العمل على تحقيق الاستقرار الأسري داخل أي عائلة هو أمر ضروري لا مفر منه لنشأة أطفال أسوياء نفسياً ومُستقرين عاطفياً ومُتفوقين دراسياً وحتى عملياً فيما بعد.
ما هي أهمية العائلة للأطفال ؟
1-تربية الأطفال بشكل صحيح العائلة أو الأسرة تكون مسئولة بشكل رئيسي عن تربية الأطفال سواء من الناحية الأخلاقية أو الدينية، فمن خلال الأسرة
سيتعلم الطفل جميع أشكال الحياة الإجتماعية حتى يتمكن عند البلوغ من الإحتكاك مع المُجتمع والتفاعُل معه بشكل صحيح وفعّال.
2-الشعور بالاستقرار والهدوء النفسيوجود أسرة مُتزنة هو تطبيق عملي لمفهوم الاستقرار الاسري أو العائلي، وبالتالي هذا من شأنه أن يُشعر الطفل بنوع من الاستقرار أو الهدوء النفسي، حيث لن يكون – على سبيل المثال لا الحصر – تحت ضغط التفكيرفي العمل لإعانة نفسه وهو لازال في مرحلة الطفولة.
3- غرس الصفات الحميدة في نفس الطفل الأسرة تغرس في الطفل الصفات الحميدة الأساسية التي يجب أن ينشأ عليها مثل: الأمانة – الصدق – حب الأعمال الخيرية – الدفاع عن الحق ( الشجاعة) وغيرها من الصفات الحميدة الأخرى.
4- تغطية نفقات الطفل المادية هذا الجُزء يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنُقطة الثانية، فتغطية جميع نفقات الطفل المادية لها أهمية كبيرة في تحقيق الاستقرار الأسري مثل: مصاريف الدراسة – مصاريف الأكل والشرب – مصاريف شراء الملابس .الخ تمنحه شعوراً بالاستقرار وعدم الخوف من المُستقبل، وتجعله يعيش مرحلة طفولته ويتمتع بها.
نصائح لا غنى عنهُم لتحقيق الاستقرار الأسري
1-يجب على الوالدين ألا ينسوا أنفسهُم في المقام الأول واحدة من أكثر النصائح التي ينساها أغلب الآباء والأمهات هو عدم الإهتمام بأنفسهُم وإعطاء جميع وقتهُم فقط للعناية بأطفالهُم، نعم قد يكون هذا أمر جيد عند النظر إليه بسطحية. ولكن، عند التعمُّق في التفاصيل فسنجد أن بعد فترة من الوقت قد يبدأ الوالدين في الشعور بالملل والإكتئاب، الأمر الذي قد يترتب عليه انهيار و تفكك الأسرة، ولذلك فتحقيق التوازن هُنا أمر في غاية الأهمية.
2- الاستقرار الأسري يتحقق من خلال الموازنة بين العمل و العائلة بعض الأسر تقع في فخ التركيز فقط أو بشكل كبير على الحياة العملية، خاصة إذا كان الوالدين يعملان، ولكن في الحقيقة هذا الأمر قد يُدّر عليكُم بعض المال لرفع مُستوى العائلة الإجتماعي. ولكن على الجانب الآخر، قد يكون سبب في انهيار وعدم تحقيق الاستقرار الأسري داخل العائلة، ولذلك فدائماً ننصحكُم بتحقيق التوازن بين الحياة العملية و الحياة العائلية.
3- الإحترام المُتبادل بين شريكي الحياة أمر في غاية الأهمية مُعاملة الوالدين لبعضهُم البعض بشكل غير لائق أو عنيف أمام الأطفال هو أمر في غاية الخطورة على صحتهُم النفسية، فهذا قد يُشعرهم بالكره، عدم الاستقرار، العُنف وعدم الإحترام.
4- الاستمتاع بالأنشطة المُشتركة بين الوالدين والأطفال في أغلب الأحيان يوجد هُناك بعض القواسم أو الأنشطة المُشتركة بين أفراد العائلة، فمثلاً قد يكون القاسم المُشترك بينهُم هو مُمارسة الرياضة الصباحية أو مُشاهدة مُباريات كرة القدم ..الخ. وبالتالي، فالقيام بهذا النشاط المُشترك معاً كأسرة واحدة له تأثير كبير على تحقيق الاستقرار الأسري فيما بينكُم.
5- مساعدة أفراد الأسرة لبعضهُم عند وقوع أحدهُم في مشكلة ما في بعض الأحيان قد يُعاني أحد أفراد الأسرة من مُشكلة مادية في العمل مثلاً أو مُشكلة نفسية كالاكتئاب أو الخوف ..الف. في هذه الحالة، يجب أن يتكاتف أفراد العائلة بالجلوس مع صاحب المُشكلة والتفكير في حلها بالمُشاركة وتقديم الدعم النفسي والمعنوي له. إلى هُنا ينتهي مقالنا، نآمل أن يكون قد لاقى إعجابكُم واستفدتم من النصائح التي قدمناها لكُم، ولا تترددوا في طرح أية استفسارات في التعليقات تتعلق بالمقال أو بمفهوم الاستقرار الأسري أو العائلي بشكل عام لنتناقش معكُم فيه.